قصيدة ( لامية العجم...الطغرائي)
صفحة 1 من اصل 1
قصيدة ( لامية العجم...الطغرائي)
أصالةُ الرأي صانتني عن الخطلِ * وحليةُ الفضلِ زانتني لدى العَطَلِ
مجدي أخيراً ومجدي أولاً شَرعٌ * والشمسُ رَأدَ الضحى كالشمس في الطفلِ
فيم الإقامةُ بالزوراءِ لا سَكنِي * بها ولا ناقتي فيها ولا جملي
ناءٍ عن الأهلِ صِفر الكف مُنفردٌ * كالسيفِ عُرِّي مَتناه عن الخلل
فلا صديقَ إليه مشتكى حَزَني * ولا أنيسَ إليه مُنتهى جذلي
طال اغترابي حتى حَنَّ راحلتي * وَرَحْلُها وَقَرَا العَسَّالةَ الذُّبُلِ
وضج من لغبٍ نضوى وعج لما * ألقى ركابي ، ولج الركب في عَذلي
أريدُ بسطةَ كفٍ أستعين بها * على قضاء حقوقٍ للعلى قِبَلي
والدهر يعكس آمالي ويُقنعني * من الغنيمة بعد الكدِّ بالقفلِ
وذي شِطاطٍ كصدر الرمحِ معتقل * بمثله غيرُ هيَّابٍ ولا وكلِ
حلو الفُكاهةِ مرُّ الجدِّ قد مزجت * بشدةِ البأسِ منه رقَّةُ الغَزَلِ
طردتُ سرح الكرى عن ورد مقلته * والليل أغرى سوام النوم بالمقلِ
والركب ميل على الأكوار من طربٍ * صاح ، وآخر من خمر الكرى ثملِ
فقلتُ : أدعوك للجلَّى لتنصرني * وأنت تخذلني في الحادث الجللِ
تنامُ عيني وعين النجم ساهرةٌ * وتستحيل وصبغ الليل لم يحُلِ
فهل تعينُ على غيٍ همتُ به * والغي يزجر أحياناً عن الفشلِ
إني أريدُ طروقَ الحي من إضمٍ * وقد حماهُ رماةٌ من بني ثُعلِ
يحمون بالبيض والسمر الِّلدان به * سودُ الغدائرِ حمرُ الحلي والحللِ
فسر بنا في ذِمام الليل معتسِفاً * فنفخةُ الطيبِ تهدينا إلى الحللِ
فالحبُّ حيث العدا والأسدُ رابضةٌ * حول الكِناس لها غابٌ من الأسلِ
تؤم ناشئة بالجزم قد سُقيت * نِصالها بمياه الغُنْج والكَحَلِ
قد زاد طيبُ أحاديثِ الكرام بها * ما بالكرائم من جبن ومن بخلِ
تبيتُ نار الهوى منهن في كبدِ * حرَّى ونار القرى منهم على القُللِ
يَقْتُلْنَ أنضاءَ حُبِّ لا حِراك بهم * وينحرون كِرام الخيل والإبلِ
يُشفى لديغُ العوالي في بيُوتِهمُ * بِنَهلةٍ من غدير الخمر والعسلِ
لعل إلمامةً بالجزع ثانيةٌ * يدِبُّ منها نسيمُ البُرْءِ في عللي
لا أكرهُ الطعنة النجلاء قد شفِعت * برشقةٍ من نبال الأعين النُّجلِ
ولا أهاب الصفاح البيض تُسعدني * باللمح من خلل الأستار والكللِ
حبُّ السلامةِ يثني هم صاحبهِ * عن المعالي ويغري المرء بالكسلِ
فإن جنحتَ إليه فاتخذ نفقاً * في الأرض أو سلماً في الجوِّ فاعتزلِ
ودع غمار العُلا للمقدمين على * ركوبها واقتنعْ منهن بالبللِ
يرضى الذليلُ بخفض العيشِ مسكنهُ * والعِزُّ عند رسيم الأينق الذّلُلِ
فادرأ بها في نحور البيد جافِلةً * معارضات مثاني اللُّجم بالجدلِ
إن العلا حدثتني وهي صادقةٌ * فيما تُحدثُ أن العز في النقلِ
لو أن في شرف المأوى بلوغَ منىً * لم تبرح الشمسُ يوماً دارة الحملِ
أهبتُ بالحظِ لو ناديتُ مستمعاً * والحظُ عني بالجهالِ في شُغلِ
لعله إن بدا فضلي ونَقْصهمُ * لِعينه نام عنهم أو تنبه لي
أعللُ النفس بالآمال أرقبها * ما أضيق العيش لولا فُسحة الأمل
لم أرتضِ العيشَ والأيام مقبلةٌ * فكيف أرضى وقد ولت على عجلِ
غالى بنفسي عِرْفاني بقينتها * فصنتها عن رخيص القدْرِ مبتذَلِ
وعادة السيف أن يزهى بجوهرهِ * وليس يعملُ إلا في يديْ بطلِ
ماكنتُ أوثرُ أن يمتد بي زمني * حتى أرى دولة الأوغاد والسفلِ
تقدمتني أناسٌ كان شوطُهمُ * وراءَ خطوي لو أمشي على مهلِ
هذاء جزاء امرىءٍ أقرانهُ درجوا * من قبلهِ فتمنى فسحةَ الأجَلِ
فإن علاني من دوني فلا عَجبٌ * لي أسوةٌ بانحطاط الشمسِ عن زُحلِ
فاصبر لها غير محتالٍ ولا ضَجِرِ * في حادث الدهر ما يُغني عن الحِيلِ
أعدى عدوك من وثِقتْ به * فحاذر الناس واصحبهم على دخلِ
فإنما رُجل الدنيا وواحدها * من لايعولُ في الدنيا على رجلِ
وحُسن ظنك بالأيام معجزَةٌ * فَظنَّ شراً وكن منها على وجَلِ
غاض الوفاءُ وفاض الغدر وانفرجت * مسافة الخُلفِ بين القوْل والعملِ
وشان صدقكَ عند الناس كذبهم * وهلْ يُطابق مِعْوجٌ بمعتدلِ
إن كان ينجع شيءٌ في ثباتهمُ * على العهود فسبق السيف للعذلِ
يا وراداً سُؤر عيش كلُّه كدرٌ * أنفقت صفوك في أيامك الأول
فيم اقتحامك لجَّ البحر تركبهُ * وأنت تكفيك منهُ مصة الوشلِ
مُلكُ القناعةِ لا يُخشى عليه ولا * يُحتاجُ فيه إلى الأنصار والخَولِ
ترجو البقاء بدارٍ لاثبات بها * فهل سمعت بظلٍ غير منتقلِ
ويا خبيراً على الإسرار مطلعاً * اصمتْ ففي الصمت منجاةٌ من الزلل
قد رشحوك لأمرٍ إن فطٍنتَ له * فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهملِ
تـُسمـَّى هذه القصيدة بلامية العجم ، لأنَّ رويـِّـها ( الحرف الأخير ) هو اللام ُ ،
للشاعر مؤيد الدين الحسين علي بن عبد الصمد المشهور بالطغرائي نسبةً
إلى ديوان الطغراء الذي كان شاعرنا يعمل فيه كاتبا ً للرسائل المرسلة إلى
الولاة والحكام والملوك ، ويعود نسب الطغرائي إلى أبي الأسود الدؤلي ، ولدَ
الطغرائي سنة 453 هـ في أصبهان ، وتوفي بها مقتولا ً سنة 515 هــ .
مجدي أخيراً ومجدي أولاً شَرعٌ * والشمسُ رَأدَ الضحى كالشمس في الطفلِ
فيم الإقامةُ بالزوراءِ لا سَكنِي * بها ولا ناقتي فيها ولا جملي
ناءٍ عن الأهلِ صِفر الكف مُنفردٌ * كالسيفِ عُرِّي مَتناه عن الخلل
فلا صديقَ إليه مشتكى حَزَني * ولا أنيسَ إليه مُنتهى جذلي
طال اغترابي حتى حَنَّ راحلتي * وَرَحْلُها وَقَرَا العَسَّالةَ الذُّبُلِ
وضج من لغبٍ نضوى وعج لما * ألقى ركابي ، ولج الركب في عَذلي
أريدُ بسطةَ كفٍ أستعين بها * على قضاء حقوقٍ للعلى قِبَلي
والدهر يعكس آمالي ويُقنعني * من الغنيمة بعد الكدِّ بالقفلِ
وذي شِطاطٍ كصدر الرمحِ معتقل * بمثله غيرُ هيَّابٍ ولا وكلِ
حلو الفُكاهةِ مرُّ الجدِّ قد مزجت * بشدةِ البأسِ منه رقَّةُ الغَزَلِ
طردتُ سرح الكرى عن ورد مقلته * والليل أغرى سوام النوم بالمقلِ
والركب ميل على الأكوار من طربٍ * صاح ، وآخر من خمر الكرى ثملِ
فقلتُ : أدعوك للجلَّى لتنصرني * وأنت تخذلني في الحادث الجللِ
تنامُ عيني وعين النجم ساهرةٌ * وتستحيل وصبغ الليل لم يحُلِ
فهل تعينُ على غيٍ همتُ به * والغي يزجر أحياناً عن الفشلِ
إني أريدُ طروقَ الحي من إضمٍ * وقد حماهُ رماةٌ من بني ثُعلِ
يحمون بالبيض والسمر الِّلدان به * سودُ الغدائرِ حمرُ الحلي والحللِ
فسر بنا في ذِمام الليل معتسِفاً * فنفخةُ الطيبِ تهدينا إلى الحللِ
فالحبُّ حيث العدا والأسدُ رابضةٌ * حول الكِناس لها غابٌ من الأسلِ
تؤم ناشئة بالجزم قد سُقيت * نِصالها بمياه الغُنْج والكَحَلِ
قد زاد طيبُ أحاديثِ الكرام بها * ما بالكرائم من جبن ومن بخلِ
تبيتُ نار الهوى منهن في كبدِ * حرَّى ونار القرى منهم على القُللِ
يَقْتُلْنَ أنضاءَ حُبِّ لا حِراك بهم * وينحرون كِرام الخيل والإبلِ
يُشفى لديغُ العوالي في بيُوتِهمُ * بِنَهلةٍ من غدير الخمر والعسلِ
لعل إلمامةً بالجزع ثانيةٌ * يدِبُّ منها نسيمُ البُرْءِ في عللي
لا أكرهُ الطعنة النجلاء قد شفِعت * برشقةٍ من نبال الأعين النُّجلِ
ولا أهاب الصفاح البيض تُسعدني * باللمح من خلل الأستار والكللِ
حبُّ السلامةِ يثني هم صاحبهِ * عن المعالي ويغري المرء بالكسلِ
فإن جنحتَ إليه فاتخذ نفقاً * في الأرض أو سلماً في الجوِّ فاعتزلِ
ودع غمار العُلا للمقدمين على * ركوبها واقتنعْ منهن بالبللِ
يرضى الذليلُ بخفض العيشِ مسكنهُ * والعِزُّ عند رسيم الأينق الذّلُلِ
فادرأ بها في نحور البيد جافِلةً * معارضات مثاني اللُّجم بالجدلِ
إن العلا حدثتني وهي صادقةٌ * فيما تُحدثُ أن العز في النقلِ
لو أن في شرف المأوى بلوغَ منىً * لم تبرح الشمسُ يوماً دارة الحملِ
أهبتُ بالحظِ لو ناديتُ مستمعاً * والحظُ عني بالجهالِ في شُغلِ
لعله إن بدا فضلي ونَقْصهمُ * لِعينه نام عنهم أو تنبه لي
أعللُ النفس بالآمال أرقبها * ما أضيق العيش لولا فُسحة الأمل
لم أرتضِ العيشَ والأيام مقبلةٌ * فكيف أرضى وقد ولت على عجلِ
غالى بنفسي عِرْفاني بقينتها * فصنتها عن رخيص القدْرِ مبتذَلِ
وعادة السيف أن يزهى بجوهرهِ * وليس يعملُ إلا في يديْ بطلِ
ماكنتُ أوثرُ أن يمتد بي زمني * حتى أرى دولة الأوغاد والسفلِ
تقدمتني أناسٌ كان شوطُهمُ * وراءَ خطوي لو أمشي على مهلِ
هذاء جزاء امرىءٍ أقرانهُ درجوا * من قبلهِ فتمنى فسحةَ الأجَلِ
فإن علاني من دوني فلا عَجبٌ * لي أسوةٌ بانحطاط الشمسِ عن زُحلِ
فاصبر لها غير محتالٍ ولا ضَجِرِ * في حادث الدهر ما يُغني عن الحِيلِ
أعدى عدوك من وثِقتْ به * فحاذر الناس واصحبهم على دخلِ
فإنما رُجل الدنيا وواحدها * من لايعولُ في الدنيا على رجلِ
وحُسن ظنك بالأيام معجزَةٌ * فَظنَّ شراً وكن منها على وجَلِ
غاض الوفاءُ وفاض الغدر وانفرجت * مسافة الخُلفِ بين القوْل والعملِ
وشان صدقكَ عند الناس كذبهم * وهلْ يُطابق مِعْوجٌ بمعتدلِ
إن كان ينجع شيءٌ في ثباتهمُ * على العهود فسبق السيف للعذلِ
يا وراداً سُؤر عيش كلُّه كدرٌ * أنفقت صفوك في أيامك الأول
فيم اقتحامك لجَّ البحر تركبهُ * وأنت تكفيك منهُ مصة الوشلِ
مُلكُ القناعةِ لا يُخشى عليه ولا * يُحتاجُ فيه إلى الأنصار والخَولِ
ترجو البقاء بدارٍ لاثبات بها * فهل سمعت بظلٍ غير منتقلِ
ويا خبيراً على الإسرار مطلعاً * اصمتْ ففي الصمت منجاةٌ من الزلل
قد رشحوك لأمرٍ إن فطٍنتَ له * فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهملِ
تـُسمـَّى هذه القصيدة بلامية العجم ، لأنَّ رويـِّـها ( الحرف الأخير ) هو اللام ُ ،
للشاعر مؤيد الدين الحسين علي بن عبد الصمد المشهور بالطغرائي نسبةً
إلى ديوان الطغراء الذي كان شاعرنا يعمل فيه كاتبا ً للرسائل المرسلة إلى
الولاة والحكام والملوك ، ويعود نسب الطغرائي إلى أبي الأسود الدؤلي ، ولدَ
الطغرائي سنة 453 هـ في أصبهان ، وتوفي بها مقتولا ً سنة 515 هــ .
مواضيع مماثلة
» قصيدة ( زهور )....أمل دنقل
» قصيدة 0( 5 رسائل إلى أمي )...نزار قباني
» قصيدة( راعي البياض )...نزيه أبو عفش
» كلُّ قصيدة ، كلُّ حبّ........أنسي الحاج
» قصيدة 0( 5 رسائل إلى أمي )...نزار قباني
» قصيدة( راعي البياض )...نزيه أبو عفش
» كلُّ قصيدة ، كلُّ حبّ........أنسي الحاج
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى