منتدى ( من القلب إلى القلب )
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصيدة ( لامية العجم...الطغرائي)

اذهب الى الأسفل

قصيدة ( لامية العجم...الطغرائي) Empty قصيدة ( لامية العجم...الطغرائي)

مُساهمة  shamm الجمعة سبتمبر 28, 2007 7:06 am

أصالةُ الرأي صانتني عن الخطلِ * وحليةُ الفضلِ زانتني لدى العَطَلِ

مجدي أخيراً ومجدي أولاً شَرعٌ * والشمسُ رَأدَ الضحى كالشمس في الطفلِ

فيم الإقامةُ بالزوراءِ لا سَكنِي * بها ولا ناقتي فيها ولا جملي

ناءٍ عن الأهلِ صِفر الكف مُنفردٌ * كالسيفِ عُرِّي مَتناه عن الخلل

فلا صديقَ إليه مشتكى حَزَني * ولا أنيسَ إليه مُنتهى جذلي

طال اغترابي حتى حَنَّ راحلتي * وَرَحْلُها وَقَرَا العَسَّالةَ الذُّبُلِ

وضج من لغبٍ نضوى وعج لما * ألقى ركابي ، ولج الركب في عَذلي

أريدُ بسطةَ كفٍ أستعين بها * على قضاء حقوقٍ للعلى قِبَلي

والدهر يعكس آمالي ويُقنعني * من الغنيمة بعد الكدِّ بالقفلِ

وذي شِطاطٍ كصدر الرمحِ معتقل * بمثله غيرُ هيَّابٍ ولا وكلِ

حلو الفُكاهةِ مرُّ الجدِّ قد مزجت * بشدةِ البأسِ منه رقَّةُ الغَزَلِ

طردتُ سرح الكرى عن ورد مقلته * والليل أغرى سوام النوم بالمقلِ

والركب ميل على الأكوار من طربٍ * صاح ، وآخر من خمر الكرى ثملِ

فقلتُ : أدعوك للجلَّى لتنصرني * وأنت تخذلني في الحادث الجللِ

تنامُ عيني وعين النجم ساهرةٌ * وتستحيل وصبغ الليل لم يحُلِ

فهل تعينُ على غيٍ همتُ به * والغي يزجر أحياناً عن الفشلِ

إني أريدُ طروقَ الحي من إضمٍ * وقد حماهُ رماةٌ من بني ثُعلِ

يحمون بالبيض والسمر الِّلدان به * سودُ الغدائرِ حمرُ الحلي والحللِ

فسر بنا في ذِمام الليل معتسِفاً * فنفخةُ الطيبِ تهدينا إلى الحللِ

فالحبُّ حيث العدا والأسدُ رابضةٌ * حول الكِناس لها غابٌ من الأسلِ

تؤم ناشئة بالجزم قد سُقيت * نِصالها بمياه الغُنْج والكَحَلِ

قد زاد طيبُ أحاديثِ الكرام بها * ما بالكرائم من جبن ومن بخلِ

تبيتُ نار الهوى منهن في كبدِ * حرَّى ونار القرى منهم على القُللِ

يَقْتُلْنَ أنضاءَ حُبِّ لا حِراك بهم * وينحرون كِرام الخيل والإبلِ

يُشفى لديغُ العوالي في بيُوتِهمُ * بِنَهلةٍ من غدير الخمر والعسلِ

لعل إلمامةً بالجزع ثانيةٌ * يدِبُّ منها نسيمُ البُرْءِ في عللي

لا أكرهُ الطعنة النجلاء قد شفِعت * برشقةٍ من نبال الأعين النُّجلِ

ولا أهاب الصفاح البيض تُسعدني * باللمح من خلل الأستار والكللِ

حبُّ السلامةِ يثني هم صاحبهِ * عن المعالي ويغري المرء بالكسلِ

فإن جنحتَ إليه فاتخذ نفقاً * في الأرض أو سلماً في الجوِّ فاعتزلِ

ودع غمار العُلا للمقدمين على * ركوبها واقتنعْ منهن بالبللِ

يرضى الذليلُ بخفض العيشِ مسكنهُ * والعِزُّ عند رسيم الأينق الذّلُلِ

فادرأ بها في نحور البيد جافِلةً * معارضات مثاني اللُّجم بالجدلِ

إن العلا حدثتني وهي صادقةٌ * فيما تُحدثُ أن العز في النقلِ

لو أن في شرف المأوى بلوغَ منىً * لم تبرح الشمسُ يوماً دارة الحملِ

أهبتُ بالحظِ لو ناديتُ مستمعاً * والحظُ عني بالجهالِ في شُغلِ

لعله إن بدا فضلي ونَقْصهمُ * لِعينه نام عنهم أو تنبه لي

أعللُ النفس بالآمال أرقبها * ما أضيق العيش لولا فُسحة الأمل

لم أرتضِ العيشَ والأيام مقبلةٌ * فكيف أرضى وقد ولت على عجلِ

غالى بنفسي عِرْفاني بقينتها * فصنتها عن رخيص القدْرِ مبتذَلِ

وعادة السيف أن يزهى بجوهرهِ * وليس يعملُ إلا في يديْ بطلِ

ماكنتُ أوثرُ أن يمتد بي زمني * حتى أرى دولة الأوغاد والسفلِ

تقدمتني أناسٌ كان شوطُهمُ * وراءَ خطوي لو أمشي على مهلِ

هذاء جزاء امرىءٍ أقرانهُ درجوا * من قبلهِ فتمنى فسحةَ الأجَلِ

فإن علاني من دوني فلا عَجبٌ * لي أسوةٌ بانحطاط الشمسِ عن زُحلِ

فاصبر لها غير محتالٍ ولا ضَجِرِ * في حادث الدهر ما يُغني عن الحِيلِ

أعدى عدوك من وثِقتْ به * فحاذر الناس واصحبهم على دخلِ

فإنما رُجل الدنيا وواحدها * من لايعولُ في الدنيا على رجلِ

وحُسن ظنك بالأيام معجزَةٌ * فَظنَّ شراً وكن منها على وجَلِ

غاض الوفاءُ وفاض الغدر وانفرجت * مسافة الخُلفِ بين القوْل والعملِ

وشان صدقكَ عند الناس كذبهم * وهلْ يُطابق مِعْوجٌ بمعتدلِ

إن كان ينجع شيءٌ في ثباتهمُ * على العهود فسبق السيف للعذلِ

يا وراداً سُؤر عيش كلُّه كدرٌ * أنفقت صفوك في أيامك الأول

فيم اقتحامك لجَّ البحر تركبهُ * وأنت تكفيك منهُ مصة الوشلِ

مُلكُ القناعةِ لا يُخشى عليه ولا * يُحتاجُ فيه إلى الأنصار والخَولِ

ترجو البقاء بدارٍ لاثبات بها * فهل سمعت بظلٍ غير منتقلِ

ويا خبيراً على الإسرار مطلعاً * اصمتْ ففي الصمت منجاةٌ من الزلل

قد رشحوك لأمرٍ إن فطٍنتَ له * فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهملِ

تـُسمـَّى هذه القصيدة بلامية العجم ، لأنَّ رويـِّـها ( الحرف الأخير ) هو اللام ُ ،
للشاعر مؤيد الدين الحسين علي بن عبد الصمد المشهور بالطغرائي نسبةً
إلى ديوان الطغراء الذي كان شاعرنا يعمل فيه كاتبا ً للرسائل المرسلة إلى
الولاة والحكام والملوك ، ويعود نسب الطغرائي إلى أبي الأسود الدؤلي ، ولدَ
الطغرائي سنة 453 هـ في أصبهان ، وتوفي بها مقتولا ً سنة 515 هــ .

shamm
shamm
Admin

المساهمات : 39
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
العمر : 42

https://heart2heart.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى