قصيدة( راعي البياض )...نزيه أبو عفش
صفحة 1 من اصل 1
قصيدة( راعي البياض )...نزيه أبو عفش
أبدْ ، أبدْ ! ما عاد بي جوعٌ إلى شيءٍ ولا حاجة بي قطُّ إلى أحدْ كأنني،في عزلتي،الراعي العظيمُ جالساً في بيتِ نفسهِ العظيمِ
[color=#000000]
[color=#000000]
حائراً،يُقلّبُ الأفكار في منامهِ القاحلِ جاهلاً كيف يُهندسُ الحياةَ في عشواءِ ليلها الدهريّ.
[color:54b1=#000000:54b1]أو كأنني لا أحدٌ يسكن قبل الـله في باديةِ الأبدْ. كأنني الراعي العظيمُ!. . بل كأنني نفسي أَنْهكها الحنانُ مابْيَضَّ ظلامُها. كأنني نفسي. . . . . . . . . نَم صاحياً إذاً!.. نَم صاحياً يا ربّ نفسِكَ الضعيفْ نَم صاحياً في بيتِ نفسكَ الصغيرِ (قلبِكَ الصغيرِ) صاحياً،لكي ترى نفسكَ في أحلامها فتُبصر البياضَ فيكَ والرقّةَ فيكَ والقسوةَ والحنانَ فيكَ و الجمالَ كلّهُ فيكَ، وأنت فيك صاحياً،وتحلم الحياةَ في منامها الأولِ. . . . . . . . . بل كأنني "سوايْ" جاء إليّ يطلب الرحمةَ من قاتلهِ "أنا" وحين لم يجدْ سواهُ في انتظاره قبّلني على فمي الحزين (قبّل نفسَه) وقال ضاحكاً: إن كانت الأرضُ التي أنت عليها الآنَ لا تدورُ مثلما تهوى ففي نفسي أرضٌ،وإذا تعبتُ من دورتِها، تديرها نفسي على هوايْ. . . . . . . . . . . . . . . . . إذاً أنا أنفسي،وربّ نفسي،وأنا سواها. أنا الذي .. لا شيءَ لي أخشى عليهِ وأنا في أرضِ نفسي المالكُ الأكبرُ: لي بيتي الذي يسكن في لحمي الذي أسكنُهُ. لي قلبيَ العاري،ولي الجسمُ الذي أَنهكهُ الجمالْ. لي شجري ولي طيوري. والترابُ كلّهُ لي والهواء الغضّ لي والماءُ،والغيمُ رخيمُ الظلِّ، والأعشابُ،والوردةُ،والعطرُ الذي يدورُ في ذاكرة ِ الوردةِ، والربيعُ..عَمُّنا الشهمُ الذي يُهنْدِسُ المروجَ في غياب أهلها الأشرارِ، والمائدةُ الصخرُ التي يسهرُ حولها أصحابيَ الغُيّابُ، والبنتُ التي تقود ماعزَ الحلم إلى مرعاهُ في الفجرِ الذي ينبضُ خلف الفجرِ والأحلامُ لي: أن أُمضيَ النهار دونما ألم وحينما أسند رأسَ التيسِ كي أرتاح من وعثاءِ يوميَ الكبيرْ أنامُ دونما ندمْ. ولي صباحٌ كاملٌ يَسرحُ فيه بصري وقلبي. والحنانُ طالعاً من عقلِ "باخ" الربّ، والصمتُ البليغُ - صمتيَ الشاهقُ – لي وأنني،كالولد التائبِ منهاراً على صدر أبيهِ الميتْ، أجلسُ قدّام حياتي ساكتاً أُديرها على هوى نفسي وأحلامي التي تَبْيَضُّ في عزلتها الرؤومِ حتى صار صوتي أبيضَ الصوتِ وقلبي صار أبيضَ النغمةَ والهواءُ صار ينسجُ البياضَ من حولي كمنْ ينسجُ من دموعِهِ أفكارَ موسيقى. حتى الكلامُ في فمي صار عديمَ اللون والرنّةِ فاشتدَّ بياضهُ/ وصارت قصيدتي في مدحِ ما أرى أَحَنَّ مما كتبَ الراعي العظيمُ،شاعرُ الخليقةِ الأوّلُ،في قاموسهِ الأوّلِ. . . . . . . . . . . . . . . . . بل أنا نفسي عادت إليَّ . . . وأنا مسكنُها الزائلُ .
مواضيع مماثلة
» قصيدة ( زهور )....أمل دنقل
» قصيدة 0( 5 رسائل إلى أمي )...نزار قباني
» قصيدة ( لامية العجم...الطغرائي)
» كلُّ قصيدة ، كلُّ حبّ........أنسي الحاج
» قصيدة 0( 5 رسائل إلى أمي )...نزار قباني
» قصيدة ( لامية العجم...الطغرائي)
» كلُّ قصيدة ، كلُّ حبّ........أنسي الحاج
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى