فعالية اليوم الثالث لمهرجان مصياف المسرحي السادس

الزملاء الأعزاء طابت أوقاتكم بالخير والمحبة

نضع أمامكم فعاليات اليوم الثاني من مهرجان مصياف المسرحي السادس ،التي بدأ منذ الصباح بمحاضرة قيمة للدكتور نبيل الحفار " المسرح والشباب " وشارك فيها أيضاً الضيوف الكرام.
لم يتثنى لي حضورها لأسباب خارجة عن إرادتي ، لكن سأحاول الحصول عليها ووضعها أمامكم أيضاً .
في المساء تم تقديم فلم وثائقي حول تجربة المكرم الدكتور محمد قارصلي .
الجميل بالموضوع أن الفلم انجزمن قبل أصدقاء المكرم ، فقدمت شهادات حول بواكير أعماله في السينما ، وعن انتمائه لأسرة عريقة بالثقافة الشمولية فوالدته فنانة تشكيلية ، وأخيه الفنان التشكيلي المرحوم وليد قارصلي الذي قهر المرض بالفن .
وقد أسر لنا الدكتور نبيل الحفار أن إمكانات المكرم الموسيقية جيدة ، وكذلك كتاباته في القصة ، وفي القصة القصيرة جداً ، ولديه مشاريع لم تنضب بعد ، وهذا ما أكدته الفنانة ريم علي .
وقد وصلت لنا رسالة مرمزة أن حظوظه في تنفيذ تلك المشاريع يحتاج لبوابة تتسع الإنسان بوصفه قبل كل شيء إبداع مبدع ؟
وكذلك عن علاقته بالتدريس في المعهد العالي للفنون المسرحية ، والصداقة التي يوفرها له سلوكه الطيب مع الطلاب ليشكلون معاً ورشة عمل يظللها الهم الثقافي والوطني .
وقد جاء الدكتور محمد قارصلي حاملاً للمسرح معارفه وعلومه وخبرته في الفن والحياة ، ليضعها بتواضع أمام الشباب أمل المجتمع في تحقيق الحرية أداة لايمكن إغفالها كضرورة للفنان.
في الختام يمكن القول أن الدكتور محمد قارصلي طاقة جبارة تحتاج لمن يدرك ويفهم بحيادية أن هذه الطاقة لايحجبها عن الآخرين سوى القليل من العرفان .
بعدها قدمت فرقة حكايا من السويداء مسرحية " شيطان بذاكرة ملاك " تأليف : جواد الشوفي إخراج : رفعت الهادي .
الممثلون :
فراس حاتم شيطان + الشيخ عبد الجليل
رندة الشماس شيطان 2
انس هنيدي شيطان 3 + العاشق
سهاد الغجري العاشقة
ليال الهادي طفلة
الفنيون :
منى الهادي إضاءة
شاهر الزغير ديكور
كمي الحلبي
منذر أبو راس اختيار الموسيقى
لجين الهادي تنفيذ الصوت
كلمة المؤلف على البروشور : " نريد للمسرح أن يعود إلى مكانه الطبيعي ودوره في اغناء حياتنا .....
نريد للمسرح أن يجيب عن الأسئلة من خلال طرحها..........
نريد للمسرح أن نراهن من جديد على الحب والحرية ........." .
كلمة المخرج : " وعلى المحبة نلتقي ..... أشكركم " رفعت الهادي .
ثم جرد طيب للأعمال المسرحية التي شاركت بها فرقة حكايا في مهرجان مصياف المسرحي منذ التأسيس :
اسم العرض المؤلف إخراج
1 – الخزان العظيم بيتر ترسون رفعت الهادي
2 – كاليغولا البير كامو رفعت الهادي
3 – الاستيقاظ داريو فو رفعت الهادي
4 – قالت العنقاء أنا
أصعد في اللهب تنسي وليمز رفعت الهادي
5 – شيطان بذاكرة ملاك جواد الشوفي رفعت الهادي

ثم ختم البروشور ببطاقة شكر وعرفان خاصة للفنان علي نيوف وللفنان عماد حنوش .
بعد العرض المسرحي جرت ندوة حوار حول العملين " تقاطع " الذي عرض البارحة ولم يتم النقاش، ضرورة بروتوكولات الافتتاح ، وعرض اليوم .
لجنة التقييم في المهرجان :
د . نبيل الحفار د . محمد قارصلي
جيانا عيد زياد سعد
وأدار ندوة الحوار الأستاذ منذر عطفة .
لمحة موجزة عن العرض : صديقان من بلد واحدة ، يلتقيان مصادفة بقاعة أحد المطارات ، عمر مغادراً "مهاجراً " إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، وسالم " عائداً "من الولايات المتحدة الأمريكية ، ليكمل حياته بالوطن ، يقدم لنا كل منهم تجربته الشخصية في الحياة ، ثم النتيجة التي وصل إليها وجعلتها يتخذ القرار .
المفارقة أن سالم العائد كانت له تجربته في الوطن ، مضافاً لها تجربته في المهجر ، لذا سالم يعرف تماماً ماذا يريد ، خصوصا إذا علمنا أنه عاد منكسراً لقد خسر أمواله ،وتأكد أنه كان صغيراً في الولايات المتحدة الأمريكية ، الكبار فيها هم فقط أصحاب الكارتلات المالية والصناعية ، حتى أبناؤها صغار بها . لذا قرر العودة للوطن منكسراً ، لكن أمام المجتمع يقول الحنين للوطن ؟؟؟؟؟
بينما عمر مهاجر مغامر لايعرف ماذا ينتظره في المهجر؟؟؟؟؟؟
وكي لايطغى السرد على هذا النص الصعب والمعقد ، قدمت حالات ثانوية لكسر حالة الملل ، لكن لها أهميتها التي تعزز فكر النص ، وتبقى أسئلة بحاجة للحوار والتوصل إلى جواب أو مايشبه الجواب ، وتحديداً معرفة من منهما المهاجر ؟؟؟؟ وماهي الغربة ؟؟؟؟
قدم الجمهور مداخلات تلمست بعض جوانب العرض المسرحي ،الذي أثار أسئلة نوعية مهمة حول الوطن ، والجسد ، والاغتراب المادي والروحي .........؟!
بعدها قدمت اللجنة رؤيتها للنص مشييرة للجوانب المهمة في النص وبشكل خاص حول الشخصيتان " سالم وعمر" اللتان لايمكن تعميمهما على أفراد المجتمع ، بل هما نموذج ليكون حاملاً لقضايا نحن بأمس الحاجة للحوار بها والتوصل إلى حالة إنسانية على صعيد الذات والمجتمع .
ويبقى العمل مغامرة كاتب تؤرقه هموم وطنية وذاتية إنسانية ، وكذلك المخرج عصام الراشد المسكون بالمغامرة أيضاً لتحقيق الأفضل على صعيد الذات ، والفعل المسرحي كفريق عمل واحد .
شكراً لفريق العمل ولمزيد من التألق والنجاح .
ثم انتقل الحوار للعرض الآخر " شيطان بذاكرة ملاك " .
يتحدث العمل من خلال النص السردي عن الشيطان الذي هو بالأصل ملاكاً ؟؟؟وهو من نار.نزل إلى البشر فوجد نفسه مظلوماً أما السلوك البشري القائم على النفاق والزيف .ممراً الأحداث من خلال ثلاثية المنع " دين – جنس – سياسة " بحوارات أخذت في بعض الأحيان طابع أسئلة مهمة تراودنا بشكل آني ، لكن لانستطيع التعبير نتيجة الحد من الحرية لمناقشة مايدور بدواخلنا ليس بهدف الإنكار والتمرد ،بل للتوصل للحالة الإنسانية للإنسان .وفي الختام يستجير الشيطان مما شاهد ويتركنا أمام أسئلتنا وسلوكنا الذي نعلق نتائجه غير الطيبة على الشيطان .
طرح الجمهور أسئلته ووجهة نظره بما شاهد من أحداث وحوارات عبر العرض المسرحي.
ولاختلاطات التي شغلت تفكيره مستنجداً بالكاتب ولجنة التقويم لتقدم له أجوبة تريحه .
وكان للجمهور ما أراد فقد تناولت اللجنة متناوبة اشكاليا ت النص السردية التي أوقعت العرض بالرتابة المملة في بعض الأحيان ، وكذلك محاولة المخرج تجاوز هذه الثغرة التي أدركها منذ قراءته للنص ، فقدم حالات ثانوية أخذت طابع التكرار ، لذا بقي العرض أسير إيقاعه البطيء.كما أشادت اللجنة بالكاتب الشاب الذي جاء من الشعر إلى المسرح ، وبفريق العمل الشاب الذي يقف للمرة الأولى على خشبة المسرح وبهذا النص الصعب .
وفي الختام لابد من بطاقة شكر لفرقة حكايا المسرحية .
ولكم زملائي الأعزاء الحب والتقدير
كنعان البني