مهرجان الشبيبة المسرحي الفرعي 2008

مهرجان الشبيبة المسرحي الفرعي بين الماضي والحاضر ؟؟؟


للذاكرة محاسن جمة،تدلل على الزمن بما حمل ويحمل وسيحمل مجازاً من أحداث.
أعراس،أفراح،تضج بها أماكن تجمع الأمل بالأفضل في أحلام الشباب.
استعدادات،تمر تحت قوس النجاح،رؤية لجيل سيحمل كل جميل للبلد.
لجان مشاهدة،ملاحظات،أفكار،تنفذ بجدية محورها الأجمل فنياً ومعرفة بجوهر الفنون الشعبية،والمسرح أبا الفنون حضارة إنسانية.
ننحني عرفاناً،لكل قطرة عرق سقت ثرى الوطن،وخشبة المسرح.
تحت ظل تحولات سريعة،مفاجأة،في أغلب الأحيان.لابد من المقارنة؟؟؟؟
يا للأسف لقد نالتنا سهام التراجع والاستسهال والجهل .
يا للأسف لقد غادرتنا الجدية،والهدف،من الفنون أجمع شكلاً من أشكال المقاومة في سبيل الحياة الإنسان.
نتمنى على الجهات المعنية،دراسة هذه الظواهر،والعمل على استنتاج المهام لردم الهوة بالخلق الجديد عطاءً لا ينضب .
داعي هذه المقدمة،حضوري عرض مسرحي ضمن فعاليات مهرجان الشبيبة المسرحي الفرعي،الحضور ضعيف جداً،وبشكل خاص من المهتمين والمسرحيين،مما دفع رئيس مكتب الفنون يوسف الزيتي،طرح تساؤله لماذا هذه الظاهرة؟؟؟
لنعود للعرض المسرحي المعنون " جثة على الرصيف " تأليف : سعد الله ونوس ، إخراج : أيهم عيشة . تمثيل : أيهم عيشة،محمد حيدر،سومر ديب،مراد فطوم.إضاءة وصوت:علي محمود .
قدمته رابطة سلمية – فرقة أنين المسرحية . وقد حمل البروشور الموزع على الحضور الكلمات التالية :
كلمة الرابطة :
المسرح رحم الحياة الذي لايتوقف عن الخلق ...
وها نحن نقدم مولوداً جديداً من مواليده ....
والمسرح إيمان بالإنسان وعظمة خلقه وفيه قال ستانسلافسكي : " آمنوا بما تقولونه على خشبة المسرح حتى تكونوا صادقين ....." .
كلمة المخرج :
يجب علينا أن نتذكر دائماً أن الفرصة لن تتاح أبداً لإنجاز أعمال بطولية ،لكن فرصة انجاز أعمال خالدة تتجدد يوماً بعد يوم ،ولهذا يجب على المرء أن يسعى إلى الصلاح لا إلى المجد ،ففي النهاية سيصل إليه .
كلمة الفرقة :
عندما يستقيل موج البحر......سنستقيل من المسرح .
كلمات جميلة ،تحمل أحاسيس صادقة ، وتدعو إلى الأمل ....
لكن على أرض الواقع ، الأمور تختلف تماماً ...
لقد قدم فريق العمل مالديه ،المخرج وضع فهمة للنص ،وحمل أفكاره على حلول إخراجية ،في سياق حركة معقولة للصورة / المشهد .
والممثلون ومعهم المخرج أيضاً ، حاولوا تجسيد الشخصيات ،عبر الحوارات التي ترافقت مع الفعل / الحدث .
الأمور الفنية ( إضاءة – ديكور – إكسسوار – ملابس .... ) جاءت ضمن الممكن والمتاح ؟
مايمكن قوله ،بعد إدراك الواقع العام للفعل المسرحي في الساحة الثقافية الفنية ، لقد كان هناك فهم جميل لفكرة النص التي عالجت معاناة الفرد / الإنسان في سياق واقع طبقي قائم على الاستعباد من قبل السيد صاحب المال والنفوذ ، للشرائح الاجتماعية المسحوقة بظلمه وجشعه .
ضمن مفهوم سعد الله ونوس للمسرح السياسي .
أعتقد لو قيد لفريق العمل التوجيه والمتابعة والإشراف الجيد ،مع توفير الدعم المالي لتجاوز الثغرات الواضحة في الأمور الفنية وبشكل خاص الديكور والإكسسوارات مثلاً : تم استخدام خشبة بدلاُ للخنجر أو السكين ؟؟؟؟
بالعموم لقد استمتعت بالعرض ، رغم ما ذكرت من نقص وقلة دراية على كافة الصعد في العمل المسرحي ، لأن فريق العمل حاول الارتقاء بالعمل ، لكن كما يقول المثل الشعبي " حكي القرايا لم يتطابق مع حكي السرايا " .
شكرا من القلب لفريق العمل ، وبشكل خاص للموهبة " أيهم عيشة " ممثلاً ، و" مراد فطوم " ممثلاً أيضاً . وبالتوفيق الدائم في عروض أخرى ، وضمن ظروف مختلفة بالأحسن والجيد.

كنعان البني