لا تستح من الحقيقة
صفحة 1 من اصل 1
لا تستح من الحقيقة
لا تستح من الحقيقة - 25/09/2007
.. يقوم الفنان التشكيلي الكولومبي وأستاذ مادة الرسم فيرناندو بوتيرو / 74 عاماً / من وضع تفصيلات سجن / أبو غريب/ والأحداث المرعبة والمشينة التي قام بها الجنود الأميركان ضد الشعب العراقي، على جدران المتاحف الأميركية والعالمية ، بعد أن اشترت جامعة كولومبيا الأميركية 24 عملاً زيتياً و23 عملاً تخطيطياً من أعماله الفاضحة المستوحاة من المأساة .
وكان بوتيرو بدأ سلسلة أعماله المتعلقة بأبي غريب في ايلول 2006 تحت عنوان / لا تستح من الحقيقة / ومن ذلك الحين بدأ مساعيه الرامية إلى إيصال تلك الأعمال إلى المتاحف الأميركية والعالمية، وكان أول نجاح له في الولايات المتحدة تمكنه من بيع عدد من تلك الأعمال إلى جاليري مارلبورو في مدينة نيويورك الذي أصبح أول قاعة فنون تشكيلية معروفة تعرض هذه الأعمال التي جذبت انتباه الجمهور حتى غير المهتم بالفنون التشكيلية ، بعد أن أدى الأمر إلى وضع كاليري مارلبورو المغمور على خارطة أهم قاعات العرض المتخصصة بالفنون التشكيلية .
وحالياً تعرض مجموعة من لوحات سلسلة / أبو غريب/ في متحف يوسي بيركلي التابع لمركز الدراسات والأبحاث الأميركية اللاتينية ، في حين يستعد متحف الجامعة الأميركية ومركز كاتز للفنون في واشنطن العاصمة لعرض تلك الأعمال في شهر تشرين المقبل حسب ماصرح به راي موسن المدير الفني للمتحف . كما يجري التفاوض على عرض مجموعة من أعمال بوتيرو - أبو غريب لدخول متحف بالازو فينيسيا في إيطالي، وهناك خمسون لوحة زيتية منها سيستضيفها متحف فوورث الألماني ومتحف إلازو ريال في مدينة ميلان الايطالية ومتحف أي في أي أم في مدينة فالانسيا الأسبانية .
وكان بوتيرو درس الفنون في بلده الأصلي كولومبيا ثم في أسبانيا وهو يسكن منذ العام 2003 في مدينة باريس، ونظراً لثقافته اللاتينية عرف باستخدام الألوان الحارة وترك إنطباعاً واضحاً لدى النقاد بأنه فنان تجريدي بشكل أو بآخر . تأثر في المنحوتات الخشبية القديمة في أسبانيا والمكسيك والصين والرسومات على صحون الخزف القديمة، في محاولة لاكتشاف عناصر الجمال الكامنة في المادة سعياً لتعويض النقص في مفهوم الجمال البصري .
وتتراوح موضوعات بوتيرو بين الحرب الأهلية في بلده كولومبيا مروراً بالأشكال الفولكلورية وانتهاء بالموضوعات ألأوروبية المعاصرة كالاسترخاء في الحدائق العامة والوقوف في طوابير الانتظار في محطات الميترو ، لكن موضوعة / أبو غريب / تظل موضوعته السياسية الأولى التي أطلق بواسطتها صرخة مدوية ضد الحرب في أي مكان بعد أن صدم بالتفاصيل التي نشرت عن الفضيحة في وسائل الإعلام الأميركية وشبكة الإنترنت، وكان بوتيرو وقتها في الولايات المتحدة في زيارة لولده المقيم في ميامي، هذا فن للصراخ والإحتجاج وليس للتأمل، يقول بوتيرو عن موضوعة / أبو غريب /، إنها ليست للبيع ولن يتمكن محبو الفنون من شرائها وصلبها على الجدران ، ينبغي أن تدور على المتاحف في كل مكان، هي نتاج صدمة حقيقية تشبه إلى حد ما صدمة بيكاسو بقصف الألمان لقرية الجورنيكا، لولا صدمته تلك لما شهد العالم جداريته العظيمة الجورنيكا.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى